قصه مصير الحب

|

قصه مصير الحب

ساره طفله صغيره...
تبلغ من العمر ١٨ عام 
وهي في دراستها الى وان الزواج 
على بابها من ابن عمها علي 
بعد ان شاهدها في احدى المدارس 
واعجب بها .. 

ذهب علي ليكلم امه بما جرى ..
فرحت والده علي كثيرا 
ولكمت زوجها ..
فرحو الجميع كثيرا الى جاء 
يوم وذهب والد علي وعمه 
وامه الى بيت والد ساره 
ليتزوج علي من ساره بعد ان جائت الموافقه 
واتم كل شيء على ما يرام ..
جاء يوم الزواج ....


وقفت ساره تتأمل كعب حذائها العالي 
بحيرة شديدة... 
التفتت ناحية صديقتها وقالت
هل حذائي جميل...؟! 
أم اقوم بتغييره...؟!
اجابتها صديقتها وهي تتمعن النظر في الحذاء  
انه رائع ... لكن كعبه عالي قليلا...
نضرت ساره وهي تقول:
اعلم... لكنني احب الاحذية 
ذات الكعوب العالية...
ثم اخذت تتمرن على السير به
في انحاء الغرفة
فهي بالرغم من حبها الشديد للاحذية
ذات الكعوب العالية
الا انها لا تجيد السير بها..!
طرقات على باب غرفتها 
جعلتها تتوقف عن سيرها 
لتجد الخادمة تدخل الى الداخل
وهي مهتمه بها
انستي لقد جاء الضيوف
وهم بانتظارك لعقد القران...
توترت ساره لا اراديا 
ما ان سمعت ما قالته الخادمة 
ثم اتجهت ناحية صديقتها
وكادت ان تقع لولا انها تماسكت في اخر لحظة...
قالت وهي تجاهد للسيطرة على جسدها
حتى لا تقع على وجهها:
هل شكلي يبدو جميلا...؟! 
هل ينقصني شيء ما...؟!
قالت صديقتها..
كلا ...لا ينقصك شيء...تبدين رائعة...
اتجهت البنت هذه المرة ناحية المرأة
ووقفت تتأمل فستانها
كان بسيطا وجميلا في ذات الوقت...
ثم ما لبثت ان وضعت القليل 

من الحمرة على شفتيها،
واخذت نفسا عميقا 

ثم سارت خارج غرفتها 

متجهة الى غرفه استقبال الضيوف 
حيث الجميع في انتظارها
لعقد قرانها على ابن عمها علي... 

تم عقد القران بعد ان اعطت ساره
موافقتها...
لم يكن يوجد احد سوى والدها 
وعمها وعلي مع اثنين من اصدقاء
والدها جاؤوا ليشهدوا على العقد..
فرحت ساره وهي تتطلع 
الى الزوج بفضول شديد...
كان يبدو وسيما ببنيته الضخمة 
الطويلة وملامح وجهه الخشنة... 
يمتلك وقار ورزانة تليق بسنه... 
شعرت البنت بالراحة ناحيته نوعا ما 
فهو يبدو هادئا حسن الطباع...
ثم تماسكت نفسها بقوة
وهي تتذكر حديث والدتها 
التي كانت تخبرها دائما بأن لا تحكم 
على الناس من مضاهرهم دون
التعرف عليهم جيدا...
نهضت البنت من مكانها ما
ان وجدت الجميع ينهض من مكانه
ثم اقترب منها والدها وقبلها من جبينها
فأدمعت عيناها بقوة... 

اتجهت بعدها الى عمها 
الذي بارك لها قائلا
مبارك لك يا صغيرتي...
فاجابته البنت بامتنان:
اشكرك عمي...
وقفت بعدها تتطلع الى علي
الواقف بجانب عمها بحيرة شديدة 
فلم تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل...
اقترب منها علي ثم مسك كف يدها 
الناعم بيده الخشنة
ثم قبلها من جبينها هامسا لها بنبرة ودودة:
مبارك لنا يا حبيبتي...


ومن خجلها ...
كانت تريد العودة الى غرفتها
والانفراد قليلا بنفسها قال لها علي
دعينا نتحدث قليلا لوحدنا...
تقابلت نظراتها الحائرة مع نظرات
والدها المشجعة لتؤمن برأسها
وهي تتحرك معه الى الحديقة الخارجية
اوقف علي امام منزل بنت
والتفت الى الى ساره
اخذت تجفف دموعها فسألها بقلق
هل اصبحتي افضل الان...؟!
من خجلها لم ترد البنت 

اخذ الشاب يده ووضعها 
على يدها فشعرت بالامان
وابتسمت واحست ببعض الارتياح...
هيا بنا لندخل فالجميع بانتظارنا...
فركبت في السيارة وقد عاد الشعور بالخوف والقلق اليها...
لا تصدق انها تركت منزلها الامن 
وستعيش في منزل غريب عنها 
مع ناس لم تلتقي بهم الا نادرا... 

عاد علي ومسك يدها مرة اخرى
وسار بها متجها الى داخل المنزل...
استقبلها الجميع بلهفه شديدة 
بدءا من عمها وزوجته 

جلس الجميع في صالة الجلوس
وظلت ساره ملتصقة بــ علي
مما استغربه الجميع فهي لم تلتقي به سوى مرتين...!!!
في هذه الاثناء نزلت نور اخت علي
من غرفتها لتبارك لهما..
لقد رأتها مسبقا حيث كانت جميلة للغاية 
خاصة بشعرها الاسود الطويل...

القت نور التحية عليهم ثم اقتربت
من العروس وحيتها قائلة:
اهلا حبيبتي...أنرت المنزل بوجودك...
نقلت ساره بصرها بين الموجودين
حيث بان التعجب على ملامحهم
لتهز رأسها وتجيبها ببرود مقصود
دون ان تنهض من مكانها:
اهلا بك...

تغاضت نور عن برود ساره 
الواضح معها وجلست بجانب علي
من الجهة الاخرى 
واخذت تتحدث مع الموجودين
بلباقة حسدتها ساره عليها...
اخذ الجميع يتحدث في شتى المواضيع
بينما ساره صامتة تراقبهم فقط
وعيناها لا تترك علي 
والتي لاحظت اندماجه الشديد
مع نور بشكل لن تصل هي اليه بالتاكيد...

انتبه عمها لنظراتها وصمتها المؤلم
فسألها بنبرة حنونه
ساره يا صغيرتي...لماذا انت صامته...؟!
اجابته ساره وقد افاقت من افكارها اخيرا:
ابدا يا عمي...انا متعبة قليلا...
تطلعت اليها  والدة علي بنظرات يملؤها الحنان قبل ان تقول:
ما رأيك ان تذهبي حبيبتي الى غرفتك
لترتاحي هناك....؟
قالتها ساره وهي تنهض من مكانها 
ثم التفتت الى علي تسأله:
ألن تأتي معي...؟!
شعر علي بالاحراج لااراديا من الموجودين 
وقبل ان يتحدث قالت نور
بابتسامة
بالطبع سياتي معك حبيبتي...
علي اذهب مع الفتاة ولا تتركها لوحدها... 
انها زوجتك الان...
وشددت على حروف كلماتها الاخيرة
ليذهب علي مع ساره الى غرفتهما...
دخلو الاثنان الى الداخل لتتأمل ساره الغرفة باعجاب شديد...سألها علي 
هل اعجبتك الغرفة...؟!
اجابته وهي تتطلع الى تفاصيلها:
إنها جميلة للغاية....
تحدث علي بنبرة جادة:
سوف أتركك تنامين هنا وتأخذين راحتك...
إلى اين...؟! 

توقف علي في مكانه وقال
الى غرفتي...
قالت ساره 
تريد ان تتركني هنا لوحدي في اول يوم بعد زفافنا...
ماذا سيقول اهلك عني...؟!
اجابها بجدية:
لن يقولوا شيئا فهم سيتفهمون وضعنا...

قالت ببكاء مصطنع
ولكنني اخاف النوم لوحدي...
فانا لست معتادة على شيء كهذا..
خصوصا وانني جديدة هنا واشعر بالوحدة...
تأملها علي بشفقة ثم قال بسرعة:
حسنا لا تبكي....
سوف اذهب لاجلب حاجاتي وأاتي لانام هنا معك....
حقا...؟!
قالت ساره وهي تجفف دموعها 
بحركة مصطنعة ليبتسم علي
على مظهرها الطفولي ويقول:
حقا...
ثم تحرك خارج الغرفة تاركا اياها تبتسم براحة فهي قد نجحت في اولى مهماتها...

عاد علي وهو يرتدي حاجاته
ليجد الغرفة خالية لا يوجد بها احد...
هم بالخروج منها بحثا عن ساره
لكنها دخلت في نفس الوقت
وهي ترتدي بيجامة مكونة من شورت قصير للغاية وتيشرت ذو حمالات رفيعة قصير

سألها:
أين كنتي
اجابته:
كنت في المطبخ...اتناول القليل من الماء...
لقد ارادت والدتك 
ان تعد لي الطعام لكنني رفضت 
فانا لست جائعة...
قال علي
اسمعيني يا ساره...
لا يجوز ان تخرجي من غرفتنا بهذه البيجامة... انها قصيرة للغاية وبيتنا مليئ بالضيوف... 
قد يراك احد ما وانت هكذا...
حسنا كما تريد..
ثم اتجهت ناحية السرير وتمددت عليه
ليقف علي يتابعها بصمت فسألته بسرعة:
ألن تنام بجانبي....
سأنام...
قالها علي بنبرة خشنة وهو يتجه نحوها 
لينام في الطرف الاخير من السرير
محاولا قدر الامكان الابتعاد عنها...
الا انها رمت بجسدها بين احضان جسده 
بشكل صدمه بقوة وقالت 
وهي تبتسم 
سوف انام بين احضانك االليلة 
كما اعتدت ان انام بين احضان والدي...
هز علي رأسه بين اغمضت ساره 
عينيها وهي تضع رأسها على صدره 
لتغرق في سبات عميق 
لم يذق علي منه شيئا... 

استيقظت ساره في صباح اليوم التالي لتجد الفراش خاليا بجانبها...
نهضت من فراشها
واتجهت مسرعة خارج الغرفة
لكنها تراجعت في اخر لحظة 
وقررت تغيير بيجامتها 
بعدما تذكرت حديث علي معها في الامس...
ارتدت ساره بنطال جينز ضيق
مع تيشرت ذو حمالات عريضة
لكنه قصير من الاسفل
حيث يبرز الجانب السفلي
من بطنها
خرجت من غرفتها
واتجهت الى المطبخ لتجده خاليا...
كادت ان تخرج من المطبخ
بحثا عنهم الا ان نور
تقدمت الى الداخل
وهي تقول بنبرة ودودة:
صباح الخير يا عروس...
اجابتها ساره بغضب
صباح النور....

هل انت جائعة...؟!
سوف اعد لك الفطور....
قالت نور وهي تتجه الى الثلاجة
لتفتحها وتخرج منها 
بعض الأجبان والبيض...
تقدمت ساره ناحيتها ووقفت
بجانبها متسائلة بتردد:
أين علي...؟!
اجابتها نور وهي تحمل البيض:
انه في عمله....
عادت ساره وسألتها:
وأين الباقون...؟!
اجابتها نور بجدية:
جميعهم في العمل...

صمتت ساره ولم تعقب
بينما اخذت نور تكمل اعداد طعام
الافطار حتى انتهت منه...
تأملت ساره الطعام الذي اعدته 
نور بتردد...كان يبدو شهيا
لكنها لم ترغب في ان تتناول شيئا من صنع يديها...
لا تقلقي... انه لذيذ...
قالت نور التي بدأت في تناول الطعام 
لتقول ساره:
نعم يبدو كذلك ولكنني لست جائعة...
لا تخجلي يا عزيزتي...
هذا اصبح منزلك..
.وانا اصبحت بمثابة اخت لك...
هيا تعالي واجلسي بجانبي
لنتناول فطورنا سويا...
تقدمت ساره الى الطاوله ليفطروا
سويا ...

توقفت نور عن تناول الطعام وسألت ساره
اخبريني يا ساره...
هل اعجبك منزلنا المتواضع...؟! 
وهل انت سعيدة هنا...؟!

اجابتها ساره بجدية:
نعم اعجبني للغاية... 
انه صغير نوعا ما لكنه جميل..
لكنني لست سعيدة بالتأكيد وانا بعيدة عن منزلي...!
سالتها نور بفضول لتجيبها ساره
لماذا تركت منزلك اذا...؟!
علي من طلب مني هذا... فهو لا يستطيع تركك لوحدك هنا...

رفعت نور حاجبها وقالت بعدم تصديق:
يعني هذه المشكلة... 
ان علي لا يستطيع تركي لوحدي هنا...
ولكن انا لا مانع لدي...
بامكانه ان يتركني هنا...
قالت ساره 
ولكنه لن يقبل... 
هو لا يريد ان ينقسم 
وجوده بين منزلين...
يفضل ان نعيش جميعنا في منزل واحد....
انها مشكلة فعلا...

قالت نور بتفكير مصطنع 
لتهمس لها بعد فترة قصيرة:
وجدتها....
هناك حل واحد لهذه المشكلة... هو ان نسكن جميعنا في الفيلا...
من تقصدين بجميعنا...؟!
اجابتها نور
ثم قالت 
انا لا مانع لدي... 
بالرغم من انني لا افضل ان اترك منزلي هنا..
ولكن من اجل راحتك سأفعل هذا....
تطلعت اليها ساره بحيرة
ما رأيك ان تخبري علي باقتراحي....؟! 
لكن على لسانك انت... 
يعني لا تقولي بأنني انا صاحبة الاقتراح... 
وهو حينما يسألني سأوافق...
حسنا سأجرب....
قالت ساره بايجاز واخذت رغما 
عنها تفكر فيما قالت نور ل علي
اقتراحها الغريب..
خرجت ساره من غرفتها
بعدما اكملت اتصالها مع صديقتها 
علا لتجد المنزل ما زال خاليا 
ولم يعد احد من عمله...
خرجت تتمشى في حديقة المنزل 
حينما لمحت شخص تعرفه جيدا يدخل الى الداخل...
ركضت ناحيته وهي تصرخ بسعادة 
مهند واخيرا عدت...
استقبلها مهند بحفاوة شديدة 
ثم احتضنها ورفعها عاليا 
واخذ يدور بها...

توقف اخيرا عن الدوران بها لينزلها ارضا
وهو يهتف بشوق:
صغيرتي...كيف حالك...؟!
اجابته ساره بابتسامة واسعة:
بخير...
ثم سالته
متى عدت من السفر...؟!
تغاضى مهند عن سؤالها وسألها بدوره:
هل ما سمعته صحيح...
تزوجت ابن عمك
صغرت ساره واجابته 
وهي تومأ برأسها:
نعم...هذا موضوع يطول شرحه..

زفر مهند انفاسه بضيق ثم قال
بلهجة متحفزة:
اذا يجب ان افهم واسمع كل شيء منك... 
ما رأيك ان نذهب سويا 
الى احد المطاعم القريبة
ونتحدث في هذا الموضوع...
ساره ..
بسرعة موافقة ثم ما لبثت
ان قبضت على كف يده 
وهي تهتف برحابة:
هيا بنا...

جلست ساره امام مهند
الذي اخذ ينظر اليها بملامح
متحفزة طالبا منها شرح له
ما حدث بالضبط
وكيف تمت هذه القصه
وبالفعل حدثته ساره 
عن كل شيء فهي
كانت معتادة على البوح 
بكل ما يحدث معها لاي شخص 
يسألها دون وضع اي حدود او اعتبارات....
كانت تلك عادتها السيئة 
والتي حاول والدها كثيرا اثنائها عنها...
اذا انتما تعيشان كأخوة الان...؟!
قال مهند ببعض الارتياح
لتضع ساره كأس العصير امامها
بعدما ارتشفت منه القليل
ثم اجابته بضيق واضح:
للاسف...

جحظت عيناه بصدمة 
قبل ان يقول بغيرة جاهد لاخفائها:
وهل تريدين زواج حقيقي يا ساره...؟!
اخذت ساره تحرك اناملها فوق فوهة الكأس
وهي تفكر في سؤاله
ثم ما لبثت ان اجابته:
لا اعلم... ولكن طالما تزوجت
فما المانع من ان يكون زواج حقيقي...؟!
اشتعلت نظرات مهند غيرة وغضبا
قبل ان يقول بتحذير:
اياك يا ساره...
لا تجعلي هذا الزواج حقيقيا...
لماذا...؟!

سألته باندهاش ليجيبها بتلقائية:
لانني اكبر منك...
وافهم جيدا في امور كهذه...
انت ما زلت صغيرة...
ولا تفهمين في هكذا امور...
تتحدث وكأنك اكبر مني بعشريت عاما.... 
كلها عشر سنوات الفرق بيني وبينك...
حتى لو...عشر سنوات ليست قليلة... 
اسمعيني انت ما زلت صغيرة... 
سوف تكبرين وتدخلين الى الجامعة... 
وهناك سوف تقابلين شاب في نفس عمرك.... تحبينه ويحبك...

ابتسمت ساره بحالمية وهي تكمل:
ونتزوج ونقيم حفل زفاف كبير 
تكون انت به اول المدعوين...
بل سوف اكون انا العريس....
قالها بصوت لم تسمعه ساره 
التي تسائلت بحيرة:
ماذا قلت...؟!
اجابها بابتسامة خفيفة:
لا شيء...

ثم اردف بنبرة جادة:
المهم... اريد ان تنفذي ما قلته...
حافظي على الاتفاق الذي بينكما 
ولا تتراجعي عنه مهما حدث... 
واخبريني دائما بكل جديد يحدث معك...
هزت ساره رأسها وهي تبتسم بغباء
ثم ما لبثت ان نهضت من مكانها وهي تقول:
هيا بنا...
تأخرنا كثيرا... 
يجب ان اعود الى المنزل حالا...
مرت الايام وعلاقة علي وساره لم تتغير...
فساره فشلت في جذبه
اليها وفهمت بان الموضوع
اصعب مما تظن خصوصا بخبرتها 
الضيئلة وسنها الصغير...
وعلي كما هو ما زال يراها كما هي مجرد طفلة صغيرة وامانة لديه يجب ان يحافظ عليها...
كان اليوم هو الجمعة...
استيقظت ساره به مبكرا على غير العادة...

كان الحماس يسيطر عليها فاليوم الجميع موجود ولن تشعر بالملل لوحدها...
هبطت الى الطابق السفلي واتجهت الى المطبخ لتجد والده زوجها تعد طعام الغداء...
ما ان رأتها  والدة علي
حتى طلبت منها ان تتناول فطورها
الا انها لم تكن جائعة
ففضلت انتظار الغداء...
خرجت من المطبخ
واخذت تسير في المنزل
بلا وجهة محددة...

حينما توقفت فجأة امام الباب الخارجي
لصالة الجلوس لتستمع الى عمها 
وعلي يتهامسان سويا
وقد استنتجت بأنهما 
يتحدثان بشأن امر 
ما يخص والدها وحالته الصحية...
حاولت سماع شيء من حديثهما 
لكن بلا فائدة ففهمت 
بأنهما لا يريدان لها ان تسمع شيئا...

ادمعت عيناها بقوة وهي تتخيل 
ان والدها قد جرى له شيئا سيئا
او تدهورت حالته الصحية
لكنها توقفت عن التفكير
بهذه الطريقة حينما لمحت ابتسامة
عمها الاخيرة لتزفر انفاسها 
بارتياح فيبدو ان الوضع على ما يرام...
همت بالتحرك مبتعدة عن المكان حتى لا يراها احد وهي تتلصص عليهما الا انها اصطدمت نور امامها والتي قالت بسخرية:
الصغيرة تتلصص على حديث
زوجها ووالده الخاص بهما..!
قالت ساره 
انتبهي على كلامك يا نور...
انا لا اتلصص على احد...
طبعا طبعا...
قالت
انا امزح معك يا فتاة... 
اعرف ان اخلاقك لن تصل الى هذا المستوى...
جيد... عن اذنك...

جاء وقت الطعام وجلست
ساره مع العائلة على مائدة
الطعام مع العائلة...
كان الجميع يتحدث سويا
وساره صامتة تراقب انفعالات
علي التي تدل على انه سعيد 
ومرتاح على غير العادة...
كانت تتمنى ان يخبرها بشيء... 
اي شيء يخص والدها لكنه لم يفعل...
نهضت ساره من مكانها 
بعدما شعرت بالملل الشديد 
وعدم الرغبة في البقاء بينهم اكثر...
سألها عمها:
لماذا نهضت يا ساره...؟!
  لم تتناولي طعامك بعد...

اجابته ساره
لا شهية لدي ياعمي... 
سوف اذهب الى غرفتي 
لارتاح هناك قليلا...
هز العم رأسه بتفهم 
بينما نهض علي من مكانه
متسائلا باستغراب وهو يتقدم نحوها:
هل حدث شيئا ما...؟!
تبدين حزينة..
تحركت مبتعدة عنه 
بشكل جعل علي يدرك بأنه 
احزنها بامر ما..
تحرك علي خلفها متجها الى غرفتها..
دلخلت ساره الى غرفتها
يتبعها علي قال
والان اخبريني... 
ماذا حدث...؟!

اجابته ساره 
انت من يجب ان تخبرني بما حدث...
لا افهم...
كان علي صادقا في حديثه 
فهو لم يفهم ما تريده ساره:
ماذا حدث بشأن والدي...؟! 
ولما كنتما تتحدثان بهمس
انت وعمي في غرفة الجلوس...؟
قال علي
هل كنت تتلصصين علينا يا ساره...؟!

قالت مدافعة عن نفسها:
لم اتلصص عليكما... 
ولكنني ادركت من حديثكما الخافت
ان الامر يخص والدي 
وانتظرتك ان تخبرني 
دون ان اسألك لكنك لم تفعل...
قال علي
لأنك عديمة الصبر... 
لو انتظرت قليلا لكنت اخبرتك...
ماذا حدث...؟!
اخبرني...

سألته بلهفة ليجيبها بنفس الجدية:
والدك بخيرر... 
وضعه يتحسن كثيرا...
كيف يعني...؟! 
اخبرني بالتفاصيل كاملة...
وضح علي لها حديثه:
جسده بدء يستجيب للعلاج الجديد... 
وهذا يجعل امل الشفاء 
من مرضه كبيرا...
الحمد لله... 
الحمد لله يارب...

قالت ساره بامتنان 
وهي تكاد تقفز من السعادة...
ابتسم علي اثرا لسعادتها
لكن سرعان ما اختفت ابتسامته 
وهو يلاحظ تغير 
اختفاء السعادة 
من فوق ملامح وجهها 
ثم بدت وكأنها تفكر في امر ما...
لحظات قليلة وطغى الحزن 
على ملامحها بشكل صدمه 
لتقول بنبرة خافتة:
الان فهمت سبب سعادتك... 
والابتسامة التي كانت تشق وجهك 
حينما كنت تتحدث مع والدك...
لا افهم..
كان علي لا يفهم حقا ما تعنيه...

لترد ساره
انت سعيد لان تخلصك مني 
بات قريبا... أليس كذلك...؟!
حينما يشفى والدي سوف
تستطيع التخلص منى

رفع علي حاجبه مندهشا
من سوء تفكيرها:
هل هذا كل ما خطر على بالك...؟!

لم تكن تسمعه وهي تنهض
من مكانها وتتقدم ناحيته 
تقول بلهجة عدوانيةة:
لكن لا..
لن اسمح لك بهذا...
انتم لا يحق لكم تزويجي
وتطليقي متى ما اردتم...
قال علي 
اسمعيني يا ساره
اهدئي اولا...
ما تقولينه خطأ...
انا لا افكر في التخلي
عنك والتخلص من مسؤوليتك
كما تظنين... 
وانما اشعر بالارتياح
لاني شفاء عمي 
لم يعد امرا صعبا او مستحيلا..
وانت يجب ان تسعدي لوالدك 
بدلا من هذه الافكار الطفولية 
السخيفة التي لا تنفك ان تعود 
اليك بين الحينة والاخرى...
قالت ساره
هل انا سخيفة...؟!

قال علي
ساره يكفي...
لا تجعلينني اندم لاني اتحدث معك
بعقلانية وأحاول نصحك...
قالت بعناد:
هكذا اذا...
وانا لم اطلب نصائح سيادتك...
الحديث معك بات لا يطاق... 
سأخرج من هنا فهذا افضل لي...
قالها وهو يندفع هاربا منها ومن احاديثها السخيفة في نظره 
لتضرب ساره الارض بقدميها 
غبي.. غبي ولا يفهم علي اطلاقا...

لم يعد يتحمل الامر علي ....
قام بطلاقها .... 

عادت الى البيت فرحه 
لتلتقي بمهند مجددا بعد عوده من السفر 

سمع خبر مهند ان علي طلق ساره 
اخذ عمه وابوه وامه ليتزوج ساره 


                  وبعد مرور من الزمن... 

وقفت امام المرأة
تتأمل تفاصيل فستانها بانبهار...
لا تصدق ان اليوم هو يوم زفافها...
زفافها على احب الناس لقلبها... 
لقد تمنت هذا اليوم كثيرا... 
ودعت ربها كثيرا ان تعيشه...
وها هو حلمها اليوم يتحقق
وسوف تعيش اليوم هذا بكل تفاصيله...

تذكرت يوم اخر يشبه هذا اليوم 
وان اختلفت التفاصيل... 
يوم اصبحت به زوجة
لرجل لا تعرف عنه شيئا... 
يومها لم تكن تعرف انها ستعيش
مع هذا الرجل اجمل قصة حب...
تقدمت الخادمه منها وهي
تبتسم بسعادة قبل ان تقول بفرح
العريس ينتظرك في الخارج... 
يجب ان نخرج اليه..
قبضت ساره على كف يدها 
وقالت بتوتر وملامح مشدودة
انا قلقة للغايةة
قالت الخادمه
لا تقلقي عزيزتي... 
كل شيء على ما يرام...

تقدمت ساره متجهة خارج الغرفة
لتجد الجميع في انتظارها...
تأملت مهند وهو يقف امامها 
مدهوشا بها وبتفاصيلها
التي اشتاق لرئيتها 
كان مبهورا بعروسه الجميلة... 
بجمالها الخلاب وفستانها الرائع...
احتضنته ساره 
بنظراتها العاشقة 
وهي تتأمل وسامته المعهودة 
ببدلته السوداء الانيقة...
اقترب منها مهند اخيرا 
وقبض على كف يدها 
ثم طبع قبلة على جبينها...
تحرك العروسان خارج المنزل 
متجهان الى قاعة الحفل 
حيث سيتم الزفاف 
كان يوما خياليا للغاية
ورائعا حلم به الاثنان 
طويلا وحققاه بعد وقت 
طويل جدا... 

انقضى اليوم الاول من زواجهم 
ومر عليها شهر العسل بحنونه وعاطفه 

الي بعد انتهاء مده الشهر الاول 

قام اب ساره بتعيين مهند زوجها 
كمدير لشركته ..
اندهش مهند في المنصب ..
واخذ يهتم بعمله اهتمام شديد 

الى ان انتج عملا كان يحلمون به 
وكان اب البنت يعطيه مكافات 
من حساب في البنك وسياره 
عاش مهند طيله حياته مفكر في عمله 
ولا يهتم ل ساره واهملها كثيرا 
وتناسا نفسه ..

وكانت تقول له بغضب 

مهند انت اهملتني انتبه لتصرفك 
ما عدت مهند الذي احبني بصدق 
تحولت الى انسان ثاني 
دام هذا الموضوع يلف يوم بعد يوم 
الى ان ساره تضايقت كثيرا .. 

ومهند لا يبالي كان غارقا بالحياه 
الذي انسته حبه الاول ...

ذهب مهند الى اصدقائه يوما ما 
واشرب كحول كثيره 
ولم يعد يعلم شيئا .. 

رجع منتصف الليل الى زوجته 
وهو في هذه الحاله
تقرب من زوجته حته عرفت انه ومخمور 

قالت ساره .. 

اما يكفيك كل هذا المال وونسه الحياه 
اتجهت الى الخمر .. 

مهند لا يعلم في نفسه .. 

قام بضرب ساره 
وطردها من البيت 
في منتصف الليل ..
ورما عليها الطلاق ... 

بعدها والد ساره قام برميه
الى خارج الشركه 
وخسر كل شيء 
من مال وحساب في البنك
ورجع الى مكانه الحقيقي 
سافر خارج بلده مره اخرى 
اما ساره 
خسرت من تزوجها اولا .. 
وحبها جدااا... 
الى هي ذهبت وراء قلبها .. 

وخسرت الاول والثاني 
باتباع قلبها.. 

قصه ساره ومهند ... 

زيد المرياني 
قصه-مصير-الحب

6 ردود على “قصه مصير الحب”

  1. الصورة الرمزية لـ عباس
    عباس

    زدت ابداعا وتألق

  2. الصورة الرمزية لـ راقص
    راقص

    الله مبدع دومك

    1. الصورة الرمزية لـ zaid

      عبس حبيبي سلمت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *